أقام الملتقى الثقافي الجامعي وجمعية الثناء الثقافية عصر يوم الأحد 15/10/2017 لقاءاً حوارياً مع المستشار الثقافي الإيراني مهدي شريعت مداري في دوحة الأدب والشعر في بلدة اللبوة، بحضور رئيس الملتقى الثقافي الجامعي الناقد والباحث الدكتور علي زيتون وعدد من أعضاء الملتقى، ورئيسة جمعية الثناء الشاعرة جمانة أمهز وعدد من الدكاترة والمهتمين بالشأن الثقافي.
رحّبت الشعرة جمانة أمهز بالمستشار شريعت مداري وبالحضور الكريم، وأدار الجلسة الدكتور علي زيتون.
شكر المستشار الحضور وأبدى استعداده للإجابة على تساؤلاتهم ووجهات نظرهم المختلفة، وإلقاء الضوء على النظرة الإيرانية لشتى المواضيع المطروحة.
القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في النقاش، وقد أشار إلى أن هنالك فرقاً كبيراً بين تسميتها بال “قضية الفلسطينية” وب “قضية فلسطين” وأن الثورة الإسلامية الإيرانية تتعامل معها على أنها “قضية فلسطين” وعلاقتها بها هي علاقة دينية، فقهية، سياسية، استراتيجية، واستشراقية وحضارية.
وتحدث عن النشاطات التي تقوم بها المستشارية حول قضية فلسطين فقال: “قمنا بالكثير من الأمسيات الشعرية، والمعارض الفنية، ومعارض الرسوم الكاريكاتورية وغيرها من النشاطات الفنية والثقافية”، مضيفاً: “أتصور أن ما نشر في إيران حول قضية فلسطين يضاهي ما نشر في العالم العربي بأسره”، ولفت إلى أن
هناك تقصيراُ في نقل التراث الفارسي إلى العربية، ولكن هذا لا يعني بأنه غير موجود.
وأكد من جانب آخر أن إيران لا تشن أي حرب في المنطقة وإنما هي في موقع الدفاع مع حلفائها، وهي تؤمن بمنطق المنطقة الأقوى أي أن تكون كل المنطقة موحّدة في مواجهة العدو الصهيوني، بينما هناك في المقابل من يؤمن بمنطق الأقوى في المنطقة وهذا المنطق يجر إلى التناحر.
وفي مجال آخر أشار المستشار شريعت مداري إلى أن اللغة العربية دخلت إلى البلاد مع دخول الإسلام، وأن اللغة الفارسية تحتوي على الكثير من المفردات العربية، كما أنها تدرّس في الحوزات والمدارس والجامعات وهي اللغة الثانية في البلاد.
وردأ على سؤال حول هو دور إيران في محاربة الماسونية في كل دول العالم، قال المستشار شريعت مداري إن إيران ليست مسؤولة عن ذلك، وإنما على مستوى الداخل الإيراني فقد كانت الماسونية قوية ومنتشرة وبعضهم وصل إلى مراتب عليا في الدولة أيام الشاه. وبعد انتصار الثورة الإسلامية تم إقفال كل مراكز وأماكن الماسونية، ولا توجد أي محافل ماسونية حالياً في ايران، وإن كان قد يكون هنالك أشخاص بعينهم. وهنالك الكثير من الدراسات التي قدمت حول الماسونية.
وبالنسبة لموضوع قسم اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية قال المستشار شريعت مداري إن المشكلة الأساسية تكمن بعدم وجود أساتذة، ولذلك اضطر المعنيون الإستعانة بخريجين يتحدثون الفارسية وليس اختصاصهم اللغة الفارسية.
وإذ اشار إلى ان الصعوبة تكمن في استقدام أساتذة من إيران، قال: “حاليا هناك الدكتور حسن حيدر نال الدكتواره في الأدب الفارسي، ودكتوراه أخرى في طور التقديم في مراحلها الأخيرة لأحدى الطالبات، وهناك حوالي 20 ماجستير باللغة الفارسية من الطلاب اللبنانيين وهذا سيساعد في سد هذه الثغرة.”
وأضاف: معظم الطلاب اللبنانيين الذين يذهبون للدراسة في إيران تكون خياراتهم في مجالات مختلفة منها 85 % طب وما يرتبط بها، أكثر من 10 % في الهندسة، وحوالي 4 % في العلوم الإنسانية وهي نسبة قليلة جداً.
وحول دعم إيران للمراكز الثقافية الشيعية قال المستشار شريعت مداري: هناك مراكز إيرانية في كل المناطق، بعيداً عن الإصطفاف المذهبي والديني، وإن كان هذا الأصطفاف يبدو ظاهرا في الآونة الأخيرة. ولكن العلاقة موجودة مع الجميع وأنا أؤمن بالتواصل الثقافي مع كل الفئات.
الوسومالمستشار الثقافي الإيراني لقاء ثقافي
شاهد أيضاً
ندوة “عاشوراء نبضة الألم ونهضة الأمل” في معهد المعارف الحكمية
شارك الملتقى الثقافي الجامعي في ندوة أقامها عصر يوم الإثنين في 11 أيلول 2023 معهد …