د. آمال يوسف مراد
أستاذ متعاقد برتبة أستاذ مساعد
الجامعة اللبنانية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الرابع – قسم اللغة العربية وآدابها
صورة الفلسطيني في الرواية الصهيونية: قراءة في أطروحة غسان كنفاني
بحث مُقدَّم لمؤتمر «ثقافة المُقاومة» الرابع الذي ينظمه «الملتقى الثقافي الجامعي» و «شبكة المنظمات الأهلية في لبنان»
تاريخ 18، 19، و 20 أيار 2016
صورة الفلسطيني في الرواية الصهيونية:
قراءة في أطروحة غسان كنفاني
د. آمال يوسف مراد
يسعى الأدب الصُّهيوني ليخدم هدفاً مُزدوجاً: خَلْق وتغذية الشخصيَّة اليهوديَّة سياسيَّاً، والتأثير على الوعي الثقافي والسِّياسي العربي، وخصوصاً الفلسطيني داخل الأرض المُحتلَّة، في محاولة لتشويهه وحصاره والقضاء بصورة غير مباشرة على جذوره.
إن نتائج هذا كله يُمكن إنجازها ببساطة خطيرة: لقد أفلح الأدب الصُّهيوني في مُحاصرة أدب المُقاومة الفلسطينيَّة ومنع انتشاره خارج إطار فلسطينيي الأرض المُحتلة، وقدَّم بدلاً عن وجه المُقاومة المُشرق وجهاً ممسوخاً ومشوَّهاً ليس فقط لفلسطينيي الأرض المُحتلَّة، ولكن للعرب عموماً.
يقول سيغموند فرويد في كتابه «موسى والتوحيد» أن اليهود يمتلكون فكرة حسنة جداً عن أنفسهم إذ أنهم يعتقدون أنهم أنبل من غيرهم، وأرفع مستوى، وأكثر تفوُّقاً على الآخرين. إنَّهم يؤمنون حقاً بأنهم شعب الله المُختار، ويعتقدون أنهم مُقرَّبُون من الإله بصورة خاصَّة، وهذا هو ما يجعلهم فخورين وواثقين بأنفسهم.
إن هذا التحديد ضروري جداً ليصير من الممكن التمييز بين نوعين من الشُّعور بالتفوُّق: النَّوع الأول هو الفخار، وهو شعور مشروع وطبيعي وعام بينما لا يتجاوز الثاني احتقار البشر والشُّعوب والنظر إليهم نظرة عرقيَّة باعتبارهم يأتون ثانياً في هرم التركيب البشري.
إن الغالبيَّة السَّاحقة من الأعمال الأدبيَّة الصُّهيونية لم تستطع أن تقدِّم قيمة لأسطورة التفوُّق اليهودي المُنبثقة من المزج بين العرق والدِّين. غير أن هذا التفوُّق ليس غير احتقار عرقي لبقيَّة الشُّعوب، وخاصة للشعب العربي الفلسطيني الذي كان من حظِّه أن يُواجِه الصُّهيونية مواجهة مباشرة، وغير إسباغ المُبالغات في البطولة، والمبالغات الجولياتية (نسبة إلى جولييت، أحد أبطالهم الأسطوريين)، على كل من ينتسب إلى ذلك الدَّمج المُفتعل بين العرق والدِّين اليهوديَّين.
وقد حفلت الأعمال الأدبيَّة اليهوديَّة، حتى قبل بروز الصُّهيونيَّة السياسيَّة، بشواهد دامغة على توفير هذين المحورين: المبالغة في احتقار الآخرين احتقاراً مبنيَّاً على أساس عرقي، والمُبالغة في امتداح الذات، على أساس عرقي أيضاً.
إن الشواهد على هذه المُبالغة في التلمود أكثر من أن تُحصى، والواقع أن البطل اليهودي في قصص التوراة يتمتع دائماً بالقوة الخارقة والبطولة التي لم تنتكس لحظة واحدة، وتكاد لا تخلو رواية أو مسرحيَّة أو قصيدة من شخصيَّة هذا اليهودي بصفته رجلاً أفضل من الجميع، يرمز إلى الدِّين والعرق في آن واحد، مَازِجَاً بينهما ليصل إلى إقرار بالتفوُّق وباحتقار الآخرين.
إن الرِّوايات الصُّهيونيَّة التي كُتِبَت بعد 1948 تميَّزت بالإصرار على بطل يهودي معصوم ومتفوِّق، والإصرار في الوقت ذاته على احتقار الجانب الآخر، أي العرب. فالكاتب الصُّهيوني يواجه حين يكتب رواية أو قصَّة عن إسرائيل، واقعاً مزدوجاً لا مناص من حلِّ إشكالاته. هذا الواقع المزدوج هو تبريره لأعمال العنف التي هدفت إلى طرد العرب من ناحية، وتبريره لفكرة إنشاء إسرائيل من ناحية أخرى.
إن أدب المقاومة في الأرض المُحتلَّة، بالمقابل، يصول في ميدان أقل قيوداً وأكثر التزاماً، وهو لا يحتاج إلى افتعال مُبَرِّر لمعركته ولا لقضيَّته ولا حتى لعنفه. وفي الوقت نفسه يردّ ببساطة بديهيَّة ودون تحايل على الدَّعاوى التي يجد الكاتب الصُّهيوني نفسه مُضطرَّاً لترتيبها في صلب أعماله. وهكذا لا يجد الرِّوائي الصُّهيوني مناصاً من أن يجعل قضيَّته مع هذا العدو قضيَّة «جدارة» في الحياة. فالعربي، عندهم، هو دائماً وضيع وغير إنساني وخاطئ، وأن اليهودي هو دائماً بطل وإنسان وعلى صواب فكريَّاً وبدنيَّاً وحضاريَّاً.
فالعربي في رواية «نجمة في الرِّيح» من تأليف (روبرت ناثان) لا يلعب بعنف فقط، «ولكن بوضاعة»، وهو جبان ويفضِّل أن يُطلق ساقيه للرِّيح عن أن يُقاتِل، وإذا قاتل فليس لديه أي سبب إلا النهب، وهو لا يجيد التصويب، وإذا هرب ترك إخوانه القتلى دون اهتمام. وفي ص (144) يكتشف القارئ أن الطائرات العربيَّة، إذا أغارت، فهي لا تقتل إلا الأطفال. أما في «لصوص في الليل» من تأليف (آرثر كوستلر)، فإن سكَّان قرية كاملة هم من الأميِّين والبهاليل. وفي «أكسودكس» من تأليف (ليون أوريس)، فتوجد أكوام من الشتائم الغربيَّة. وإن مقاطع صغيرة «مختارة» تعطي فكرة عن الطريقة التي عالجت فيها هذه الرِّواية الشَّهيرة قضيَّة العربي.
وفي «أكسودكس» نجد أفضل شاب عربي في الرِّواية، وهو كمال، يتمتَّع بميزة «ممتازة» ليستحق عطف المؤلف وأبطاله. فهو يعتقد «أن اليهود هم الخلاص الأوحد للشَّعب العربي، واليهود هم الوحيدون الذين جلبوا الضَّوء إلى هذا الجزء من العالم في الألف سنة الأخيرة» (ص 279). أما الشَّاب العربي الآخر (طه)، الذي يحظى جزئيَّاً بعطف المؤلف وأبطاله أيضاً فهو من الطراز الذي يصف نفسه بالقذارة.
وفي «أكسودكس»، يعيش الأطفال العرب بلا أهداف (ص 371)، «وإذا هاجم الرِّجال العرب في 1938، فإنهم يضعون السَّكاكين بين أسنانهم» (ص 301)، وإذا حاربوا فلأن ضبَّاطهم يُجبرونهم بالقوة على ذلك (ص 518)، ويدفعون لكل منهم دولاراً واحداً في الشهر (ص 520). أما حوانيت العرب فهي «لم تُكَنَّس منذ عشر سنوات على الأقل» (ص 400)، وزعماء العرب كلهم جواسيس وعملاء ومأجورون (ص 38).
وعلى الضِّفة الأخرى من هذه الرِّوايات يقف البطل اليهودي متفوِّقاً ومعصوماً، لا حدَّ لبطولته ولا ميزان لصوابه المُطلق: فقائد المباحث القبرصيَّة في «أكسودكس» يعتقد أنه لا يمكن إطلاقاً أن تشتري يهوديَّاً ليكون جاسوساً (ص 115)، وهو نفسه يعتقد أن اليهود في فلسطين «يأكلون الرِّجال.. في وقعات الفطور» (ص 115)، ودوف، وهو بطل ثانوي في «أكسودكس»، رغم انحرافه نتيجة تعذيبه على أيدي الألمان، صار أحسن مزوِّر جوازات سفر في بولونيا وهو في الثانية عشرة من عمره (ص 135)، وكان قادراً وهو في العمر نفسه على مطاردة عدد كبير من الأشرار (ص 138).
والمؤلف لا يجد نفسه غير طبيعي، حين جعل مالكولم يقول: «إن رجالكم في الهاغاناه يشكِّلون بلا تردُّد أعلى مستوى ثقافي وعقلاني ومثالي لرجل تحت السِّلاح في العالم أجمع» (ص 305)، كما أن جوسي اليهودي، من فوق صهوة جواده، يقوم منفرداً بتأديب قبيلة بدويَّة كاملة عن طريق جَلْدِ زعيمها بالسَّوط (ص 254). واليهود حتى أثناء قصف المدافع لبيوتهم لا يستطيعون إلا مواصلة الاستماع إلى الموسيقى السِّيمفونيَّة والقيام بتجارب الأوركسترا (أكسودكس 558)، (نجمة في الرِّيح ص 159)، وببساطة يقرِّر مؤلف «نجمة في الرِّيح»:
«إنني أتصوَّر أنَّه لم يعد يوجد في هذا العالم أي شجاع إلا شعبنا اليهودي» (ص 77)، وأنه إذا كان الكاثوليكي يضع نفسه في يد الله ويترك المُعجزات للقدِّيسين، فإنَّ اليهودي يقوم باجتراحها (ص 159)، وفجأة ينقلب كل أبطاله اليهود، على اختلاف شخصيَّاتهم، فوق ظهر السَّفينة التي نقلتهم إلى فلسطين إلى أبطال شديدي الرَّوعة.
أما يائيل دايان فقد قرَّرت في كتابها «طوبى للخائفين» أن العرب لم يقاتلوا لأنهم جُبَنَاء «وقد انتصرنا طبعاً» (ص 130).
وفي «أكسودكس»، يقوم مدنيُّو سفينة «أرض الميعاد» اليهود بهزم جنود مدمِّرتين بريطانيَّتين في معركة دامت خمس ساعات استعمل فيها اليهود خراطيم المياه والحجارة مقابل الرصاص (ص 166). والقارئ لا يستطيع أن يعثر على نقطة ضعف واحدة من شخصيَّات الأبطال الرئيسيِّين والثانويِّين اليهود في المجموعة البارزة من الأعمال الأدبيَّة الصُّهيونيَّة. في «أكسودكس» تبدو هذه الظاهرة الرَّاعبة بشكل مُضحك، وتبدو بصورة فضائحيَّة في «نجمة في الرِّيح». أما الأبطال في «الانتصار الأكبر» من تأليف لستر غورن، و «الرَّغبة الأخيرة» من تأليف جوزيف فيرتل، فهم الكمال نفسه، وكل ما عداهم يجب أن يكون في الدَّرجة الثانية.
إن الخط الذي تجري فوقه أحداث الصُّهيونيَّة التي كُتِبَت في أعقاب 1948، يُمكن أن يُحَدَّد كما يلي:
أولاً: البطل غالباً ما يكون قادماً من أوروبا، مهاجراً إلى فلسطين، بدافع «وطني» وأخلاقي، تاركاً وراءه ذكرى طازجة جداً لمذبحة أو لمذبحتين هتلريَّتين فَقَدَ فيهما أهله وأصدقاءه – هذا البطل بالذات تكرَّر في «أكسودكس» بشخصيَّة دوف، وفي «نجمة في الرِّيح»، وفي «الانتصار الأكبر»، وفي «الإغراء الأخير»، وفي «غبار» ليائيل دايان، وفي «في أعقاب خيال عملاق» من روايات السِّيرة (تدبر كمان)، وفي غيرها.
ثانياً: البطل أو البطلة يقع أو تقع في غرام شخص غير يهودي، وعن طريق العلاقة بينهما يقدِّم المؤلف شرحاً للصُّهيونيَّة، ويدير نقاشاً بين الطرفين على هواه، النتيجة طبعاً هي أن يكتشف غير اليهودي عدالة القضيَّة اليهوديَّة فيضحي بدوره جنديَّاً من جنود الصُّهيونيَّة.
ثالثاً: العرب، بصفتهم الطرف الآخر في الرِّواية، لا قضيَّة لهم، وكي يبرهن المؤلف ذلك يلجأ إلى إلغاء قضيَّة العربي الوطنيَّة وتكبير الإشكال اليهودي الذي لا حلَّ له، ويبذل جهداً ليبرهن أن العرب خرَّبوا أرض فلسطين وهو جهد يترافق عادة بمحاولة لتضخيم آثار اليهود فيها، وغالباً ما يكون البطل ضليعاً في التوراة وفي علم الآثار اليهوديَّة.
رابعاً: مُسلحاً بهذه الأسلحة يدخل المؤلف إلى الأحداث ولكنه يظل محتاجاً إلى إظهار اضطهاد العالم له، والأميركيُّون والدانمركيُّون، لاعتبارات مختلفة، هما الشعبان الوحيدان اللذان نجوا من انتقادات واحتقارات الرِّواية الصُّهيونيَّة. إن الحملات التي تُوَجَّه عادة إلى الشُّعوب الأخرى تنطلق من محاولة لإظهار تماسك اليهود كأقليَّة، وجهدهم البقاء في جوٍ مُعادٍ، الأمر الذي ينفي أيَّة بادرة طيِّبة من قِبَلِ تلك الشُّعوب.
خامساً: بسبب فقدان الرَّابِطة الجغرافيَّة واللغويَّة والتاريخيَّة لليهود، لا يستطيع المُؤلِّف الصُّهيوني في حديثه عن اتجاه اليهود إلى فلسطين أن يتجنَّب اعتبار الدِّين والعرق كدافع واحد داخلي يُصاحب الدَّوافع الخارجيَّة (الهتليريَّة والاضطهاد) لهذه الحركة تجاه فلسطين، ولذلك تقع الأعمال الأدبيَّة الصُّهيونيَّة في شِبَاكِ التشدُّق العرقي بطرق مُتفاوتة، كما حدث في «دافيد آلروي» لبنيامين دزرائيلي، وكما حدث فيما بعد في «أكسودكس»، وفي «طوبى للخائفين»، وفي عدد كبير من القصص القصيرة التي تعاملت مع هذا الموضوع.
إن هذه المحاور الخمسة تشكِّل معاً الهيكل العظمي للغالبيَّة السَّاحقة من الأعمال الأدبيَّة الصُّهيونيَّة التي تصدَّت لتاريخ الأربعينيَّات والخمسينات من هذا القرن، على أصعدة مُتفاوتة، فإذا كان ليون أوريس لم يكتفِ بمئات من الصَّفحات تحدَّث فيها عن الاضطهاد النازي حديثاً دراماتيكيَّاً محشواً بمبالغات أسطورية، إذا كان أوريس لم يكتفِ بذلك فملأ مئات من الصَّفحات الأخرى بمحاولات مُبَالَغ فيها أيضاً لتحقير العرب والشُّعوب الأخرى فإن يائيل دايان في «غبار» مثلاً استطاعت أن تتجنَّب الحديث عن العرب وأن تحصر الرِّواية كلها في نوع من المونولوج الدَّاخلي يُجريه البطل بين صفحة وأخرى مع أهله الذين أُحرِقوا في أحد المعتقلات الهتلريَّة، ولكن الإثنين – على اختلاف مقدرتهما الفنيَّة وطريقة معالجتهما للمشكلة – لم يستطيعا على الإطلاق أن يقدِّما للإشكالات التي تنبثق عن المزج بين الدِّين والعرق، هذا المزج الذي لا مناص من مواجهته في الأعمال الأدبية، تبريراً: فمن ناحية أولى يلجأ مؤلف «أكسودكس» صراحة إلى أسلوب نازي في إقامة مستويات بين الأعراق يمنح ما يشاء منها حق الحياة ويحرمه لِمَن يشاء، ومن ناحية ثانية تُسَلِّط يائيل دايان سيف هتلر على رِقاب القرَّاء لتخفي وراء حافته الدَّمويَّة حقائق أخرى ليست أصغر شأناً أو أقل قُرْبَاً من مُجمل الصُّورة التي تتعامل روايتها معها.
إن ما أريد التوصُّل إليه هو أن إخضاع الأدباء الصَّهايِنة المُستلزمات الفنيَّة لأعمالهم الأدبيَّة إلى مُتطلِّبات الدِّعاية الصُّهيونيَّة، وإلى أسسها النظرية يوجِّه طعنة ليس إلى المستوى الفنِّي في العمل الأدبي فقط، ولكن إلى قيمته الإنسانيَّة، وبالتالي فإن هذا ينتهي إلى محاولات مُذهلة للحديث عن ذلك المزيج المُصطنع للدِّين والعرق بصورة ينطبع فيها العمل الأدبي بطابعين أساسيَّين هما الشُّعور بالتفوُّق والاستعلاء والإصرار على احتقار كل ما هو غير يهودي.
وهذا لا يؤدِّي إلى انتكاس فنِّي فقط، ولكن إلى انتكاس خلقي أيضاً، وهذان النوعان من الانتكاس هما الصِّفة الغالِبة، موضوعيَّاً، على الأعمال الأدبيَّة الصُّهيونيَّة، والتي حاولت تأريخ فترة الأربعينات والخمسينات بصورة خاصَّة.
في العمل الفنِّي الصُّهيوني تتعرَّض كل شعوب العالم للاحتقار بدرجة أو بأخرى، فالبولونيُّون جُبَنَاء، والألمان برابِرة، والأتراك مُرْتَشُون، واليونانيُّون أذِلاَّء، والعرب فرَّارون وخَوَنَة، والإنكليز مُتَوَاطِئون، والأميركيُّون انتهازيُّون، … .
ولكن ذلك كله لا يُقاس بالموقف من العرب، وإذا كان بوسع القارئ أن يفهم طبيعة الموقف الصُّهيوني لمؤلِّف يعتبر العرب عدواً مباشراً وبالمواجهة، فإن المُبالغة هنا في تصغير العربي واحتقاره لا يمكن أن يكون مجرَّد عمل تفرضه ضرورة معركة ساخنة، إنه أكثر من ذلك بكثير: إنه تبرير للاجتثاث، ورفض مُطلق لإيجاد سنتمتر مربع واحد من الأرض المُشتركة يمكن إقامة حوار فوقها.
** ** **