قصيدة الأستاذ علي قبوط: مهرجان الشعر ـ بعلبك
سأقولُ إنّيَ متعبٌ… مرَّتْ على ظلّي الشموسُ، أضأنَ فاحتجبَ السّوادُ
ونسينَ – إذْ غادرْنَني – أقراطهنَّ معرّقاتٍ… تلكَ ما تركَ الودادُ
وأقولُ أنَّ غمامةً حبلى قدِ انتبذَتْ مكاناً في دمي، والخوفُ زادُ
حبلى – وأحسبُها – متى اتكأتْ إلى صخرٍ على كتفيَّ… أقلقَها الجمادُ
أشتمُّ فيها ملحَ هذا البحرِ… أزرقَهُ… مخاضَ شتائِها… لحناً يعادُ
تشتاقُ أشرعةَ المعاني وهْيَ تُرفعُ… إنْ تقمّصَ أغنياتي السّندبادُ…
وأحثُّها: “هزّي إليكِ بهامَتي… يسقطْ عنِ العُشُبِ النَّدى… يذرَ الرّمادُ…
” وتشدّني: “دعْ للمناراتِ الوحيدةِ أنْ تدلَّ التائهينَ… لعلَّ عادوا…”
سأقولُ أنْ قدْ راودتْني بغتةً عنْ توتِها البريِّ… إذْ بانتْ سعادُ…
أنّي نسيتُ يديَّ لحظَ عناقِها عنباً تدلّى… لم يحنْ بعدُ الحصادُ
ناديتُ: “يا ألْفَ الليالي، ما تبقّى غيرُ ليلٍ ثمَّ تقتلُ شهرزادُ”
جاءَ الصّدى: “يا ايُّها المنسيُّ في الغرفاتِ أينَكَ… ليلُ ليلاكَ السهادُ…
” فكّرتُ: “هل تأتي القبيلةُ باكراً، تدلي الدّلاءَ… فليسَ ينتظرُ المزادُ…
أمْ أنَّ أفعى الجبّ تلدَغُني… فلا فرحٌ يهزُّ الآخرينَ ولا حدادُ…”
سأقولُ – أختمُ ما أقولُ – بأنَّ زنبقةً تطاولَ عنقُها… لترى البلادُ
وبأنَّ نافذةً تشرّعُ نفسَها للريحِ، تأملُ أنْ ستتبعُها جيادُ
وبأنَّ أجراسَ القصيدةِ سوفَ تقرعُ مخلصاتٍ… كلّما صلِبَ المدادُ
لا بدَّ من نقشٍ على صدرِ الحجارةٍ كي ترتِّلَ آيةَ النهرِ الوهادُ
علي حسين قبوط