كلمة الدكتورة غادة شريم مديرة الآداب الفرع الرابع في افتتاح أعمال المؤتمر في كليّة الآداب
حضرات الادباء ، الشعراء و الزملاء ،….. نجتمع اليوم لنتابع معاً فعاليات مؤتمر “أدب المقاومة و مواجهة الحرب الناعمة ” الذي بدأ يوم الاثنين الماضي في قصر اليونيسكو برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين و لنغوص أكثر فأكثر في عالم هذا الادب الثائر ، الهائم في العتمة يزرع فيها بصيص نور و املا يتجدد كل يوم ، دون كلل ، دون تعب ، دون يأس او ملل …. و الحقيقة انه قبل ان نكتب عن الادب المقاوم علينا ان نغمس ريشتنا في النار و نغطها بالعاصفة فنحن هنا في قلب معمودية الدم و النار تحركها روح متمردة فيها صفاء روحاني فريد لا يجوز ان نتناوله بريشة ملونة ، فالكتاب اشبه بكتاب مقدس قرأته أرواح الشهداء و خطته بحلمها من قبل ان يكتب ، من قبل ان يكون …..
انه أدب المقاومة ، أدب المواجهة و هذه المرة مواجهة الحرب الناعمة …….
عرَف الكاتب الاميركي جوزيف ناي الحرب الناعمة بانها القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً عن الارغام ، القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج و الاهداف المتوخاة بدون الاضطرار الى الاستعمال المفرط للعوامل و الوسائل العسكرية …..
وحدد بعض وسائل هذه الحرب الناعمة منها الوسائل الاعلامية ، شبكات الانترنت ، مواقع التواصل ، برامج التبادل الثقافي الدولي ، المؤتمرات الدولية ، الرموز و العلامات التجارية ، و ركَز على دور الطلاب و الباحثين الاجانب الوافدين للدراسة في بلاد غير بلادهم معتبراً ان هؤلاء سيشكلون جيوشاً تحمل معها الودائع المطلوبة الى بلادهم و سيتقلدون اعلى المراكز و بالتالي سيكونون سفراء غير رسميين للدول التي تعلموا فيها …..
اذا سلمنا جدلاً انه هذا هو الواقع و ان الحرب الناعمة تتغلغل فينا و في مجتمعاتنا بشكل خفي و سريع و تؤثر في تفكيرنا و في في مواجهتنا لمشاكلنا و في تحديد اصل هذه المشاكل و جذورها …. نتساءل لم لا نستعمل نحن هذه الحرب ، لم لا نستفيد نحن منها لنوصل قضيتنا بأبهى حلة و بأجمل صورة ، لماذا لا نحارب بالسلاح ذاته ؟
ادب المقاومة مثلاً ؟ لنترجمه أكثر و أكثر ، و لنحاول ايصاله الى اكبر شريحة من المجتمع الدولي المثقف الغير مسيس .
المؤتمرات؟ فلنكثر منها في مختلف الدول و لنقدمها بعلمية دقيقة و بلغة بحثية متقنة و بأسلوب مقنع يجذب اكبر عدد ممكن من المفكرين و المناصرين للانسان و للقضايا الانسانية بشكل عام .
وسائل الاعلام و الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي؟ لنستفد من كل ذلك الى اقصى درجة لنلمع الصورة و لنذكر العالم بأصل القضية ، بأصل الموضوع ، لنذكر الناس بان العدو الاساسي واحد ، لا يتغير يبدل الوجوه ، ينوع الاساليب لكنه يبقى هو هو ، اطماعه معروفة ، أهدافه واضحة ، يبيح لنفسه كل الطرق ليصل الى غاياته ….
الطلاب و البعثات ؟ لنحصن طلابنا بأحقية مطالبنا منذ الصغر ليكونوا هم سفراءنا الغير رسميين الى الخارج و ليس العكس
لنقم بالحرب الناعمة المضادة نحن، بدل أن نقع في فخ الاعيب عدونا لنوقعه هو ، هو الذي عرف كيف يلهينا عنه ، كيف يسلينا ببعضنا البعض لننساه ، عرف كيف يختلق الازمات ، كيف يستفيد من نقاط ضعف لم نعرف حتى اليوم كيف نتجاوزها ، لعب بغرائزنا ، ادخلنا في الدهاليز الضيقة و وقف يتفرج على انحدارنا … آن الاوان لكي نوقف كل ما يحاك ضدنا ، لنعي لقدرنا المحتوم الذي يحثنا شئنا ام أبينا الى استعادة حقنا بكل ما أوتينا من قوة ، لاننا اقوياء بوحدتنا ، بحقنا، بكلمتنا …. لانه و كما يقول الشاعر فوزي الأسمر:
لابد من يوم جديد ،
يوم تخاف الشمس فيه من العبيد
و الفجر يهزأ بالقيود و بالحديد
و الطفل يحتضن النشيد
و يدوس بالقدمين تعبانا حسود
و يدق صدر الارض يقتحم السدود
و الطفل في ارواحنا شيء جديد
اهلاً و سهلاً بكم مرة أخرى وأتمنى لكم نهارا ناجحا و مميزا على كل الاصعدة و الكلمة الان لكم