بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبي الرحمة محمد (ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
إسمحوا لي بدايةً أن أتقدّمَ بالشكرِ الجزيلِ إلى الإنسان الذي كنت أتمنّى لو أنّه كان حاضراً بيننا ليشهدَ توقيعَ روايتي الأولى، وهو الذي أمسكَ بيدي منذ بدايةِ هذا الطريق، ولم يكن المسيرُ فيه قليلاً، هو الذي شجّعني منذ بدايةِ مشوارِنا على المضي في عالمِ الكتابة، وساندني وكان أستاذي ومعلّمي، بدءاً من كتابة المقالة، إلى توجّهي نحو الكتابةِ الأدبيةِ فكتبتُ العديدَ من القصصِ القصيرةِ واشتركتُ في العديد من الدورات لتنميةِ هذه الملكة التي تحتاجُ إلى صقلٍ وتدريبٍ وتقنيات لا تكفي فيها الموهبة، كان يشجّعني ويقول لي “أريد أن يكون لكِ اسمكِ الخاص بك”؛ كنت أستشيره في كل خطواتي ليزيدني ثقةً وقوةً واندفاعاً. شاء الله أن لا يحضرَ بيننا بجسدِهِ وإن كانت روحُهُ حاضرةً لا تغيب، وأعني به فقيدَنا الغالي المرحوم محمود ريا تغمَّدَهُ اللهُ بواسعِ رحمتِهِ، ورحمَ الله أمواتَكم جميعاً.
كما أتقدّم بالشكر الجزيل لوالديّ اللّذين لهما الفضل في تربيتي ودفعي منذ الصغر إلى الإرتقاء في طلب العلم، يساندانني ويشجعانني، ويفرحان لما أقدّمه كما لو أنني ما زلت طفلتهما الصغيرة، فلهما كل الشكر والإمتنان.
ثانياً الشكرُ الجزيلُ لحزبِ الله شعبة تمنين التحتا وأخصُّ بالذكر الأستاذ السيد محمد السيد قاسم، وكل الذين أعطوا هذه الرواية اهتمامَهم وتشجيعَهم، وبذلَ الجهد والوقت لإنجاح هذا الحفل، سيما وأنَّ هذه الرواية تحملُ بين طيَّاتِها سيرةَ أمٍ مجاهدةٍ من أمهات الشهداء، كان لها دورٌ فاعل في هذه المسيرة وما زال؛ فحياة الشهداء وعوائلهم نور نقتبس منه المسير بالإتجاه الصحيح نحو الهدف الأسمى، فالأمةُ تحفظُ بدماءِ الشهداء.
ثالثاً أتوجه بجزيل الشكر للملتقى الثقافي الجامعي بشخصِ رئيسه البروفيسور علي زيتون الذي أولى الرواية اهتمامه منذ أن صدرت، والأعضاء المحترمين سيّما الذين عملوا على دراسة هذه الرواية دراسةً أدبيةً، وفنيّةً وأكاديميةً متعمّقة وتقديمها لنا في هذا القالب الفني الجميل.
فالملتقى الثقافي الجامعي الذي نشأ قبل سنوات دأبَ على تنشيط الحركة الثقافية خاصة في منطقة البقاع من خلال إقامة الندوات الفكرية والدراسات الأكاديمية، وهو يضمُّ تحت جناحه كوكبة من الدكاترة والأساتذة بينهم أدباء وشعراء، يسعون إلى دفع عجلة الثقافة إلى الأمام قدر المستطاع في هذا الزمن الصعب.
رابعاً لا بد من توجيه الشكر الجزيل للرابطة الثقافية اللبنانية ورئيستها الحاجة عفاف الحكيم التي أسّستها، ومن خلالها أسّست لمشروع التأريخ للمرأة المقاومة، وهو مشروع يهدف لكتابة سير أمهات الشهداء وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم وسير الأسيرات المحرارات لنحفظ هذا التاريخ من زيف الإدعاءات والإفتراءات التي تحاك حوله، بناءً على قول سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله ” نحن محتاجون لأن نعرِّف أجيالنا الكثير من نماذج أمهات وزوجات الشهداء والأسيرات اللواتي هنّ قدوة ونعمة فيما بيننا.. إننا إن لم نؤرّخ لهؤلاء الأبطال فسوف يحوّلهم الكتبة المزورون مع مرور الزّمن إلى قطّاع طرق.”
على أمل أن يكون هناك المزيد من الأعمال في هذا الطريق، وما أكثر الشهداء لدينا وكلّهم أنوار تحتاج إلى الإضاءة على حياتها.
أخيراً أتقدم بجزيل الشكر لجميع من حضر، حفظكم الله وسدّد خطاكم لما يحب ويرضى. ودمتم بخير.