د.عبدالله زيعور
كلمة الدكتور عبدالله زيعور حول كتاب الدكتور غسان التويني “جدل الثقافة والرمز في شعر محمود درويش ومحمد علي شمس الدين وكمال خير بك”
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايةً أتوجه بالتهنئة إلى الزميل د. غسان التويني على إنتاجه الأدبي القيم, وأشكر كل من ساهم بعقد هذه الندوة وإنجاحها لما هي عليه, وانتهز الفرصة لأعبر عن سروري بالمشاركة في ندوة حول الشعر, رغم ما في الأمر من دقة لدي كمتخصص بالفيزياء, وأنا أتذوق الشعر من مصادر عدة وفي مقدمتها من شعرائنا المشاركين في الندوة, مع الإشارة اللطيفة أن معظم الفيزيائيين يتحولون لأدباء وفلاسفة في ختام مسيرتهم العلمية.
ولقد حضرتني مرة أن أساتذة كلية العلوم في الجامعة اللبنانية في مجمع الحدث قد تداعوا مع طلابهم لندوة شعرية من نتاجهم وهم من حملة اختصاصات صلبة, جافة, ثقيلة على الدماغ أحياناً, ولقد استضافوا أستاذين مختصين بالأدب والشعر من كلية الآداب كحكام ومراقبين فاستمعوا الشعر من أساتذة وطلاب العلوم, فشهدوا بأن بيئة الأدب والشعر في الكليات العلمية معتبرة ووازنة ومنتجة ولا تقل عن مثيلاتها في الكليات الإنسانية, وكيف لا, وهؤلاء العلميون ينظرون إلى الشعر كواحة أدب جميلة فيها الخيال والإبداع والأنس وحلاوة الروح, وظرافتها أحياناً!!
بعد قراءتي لصفحات كتاب الدكتور غسان التويني وددت أن أتوقف عند أهمية أن يبادر الأستاذ الجامعي إلى البحث العلمي وإنتاج المعرفة, فالوصول إلى درجة الدكتوراه لا تعني مستوىً علمياً يتغنى صاحبها بالأمجاد ويعيشها, بل عليه الاستمرار بالبحث العلمي, والبحث العلمي واجب وليس تفضلاً منه, وعلينا أن نعلم, وبحكم متابعتي لقضايا التعليم العالي أني أستقبل أعداداً كبيرة من حملة الدكتوراه وأعدادهم في ازدياد مستمر, وكل ذلك يتحول إلى بطالة مطردة لا أفق لها, باستثناء من هم أصحاب اختصاصات دقيقة ونادرة,
فلم تَعُد شهادة الدكتوراه وحدها سبيلاً للتعليم في الجامعة, وأقصد هنا كل الجامعات اللبنانية الرسمية والخاصة, وإنما الحكم على الأستاذ الجامعي صار من خلال ملفه العلمي: مؤلفات, مؤتمرات, ندوات, أبحاث فردية, أبحاث جماعية, دورات, خبرات.
ولقد أضحى سلاح الأستاذ الجامعي البحث والنشر والتأليف, مرفقاً بالإبداع في العلوم الإنسانية والابتكار في العلوم التطبيقية, من هنا بالذات بدأت بقراءة كتاب الأخ العزيز د. غسان التويني, وانتهز الفرصة هنا لأغبطه على نتاجه وأتمنى له الاستمرار في مساره البحثي الأدبي, مع أملي بأن يقترن الشعر والأدب عموماً اقتراناً وثيقاً بقضايا الأمة والوطن, الشعر الذي يزيد من عنفوان المجاهدين ويشحذ من معنوياتهم, انطلاقاً من فكرة أساس مفادها أن تألق الآداب والشعر هو بصدقية تماهيهما كما هو مع هموم وآلام وقضايا الأمة, وهذا الأمر بات متعارفاً عليه, فلم يعد طلب العلم في مراكز الدراسات والمؤسسات البحثية العالمية لأجل العلم وإنما لتلبية احتياجات الأمم وتقديم الحلول لمشاكلها ولدفع مسيرة تقدمها التكنولوجي وللمضي في عملية التأصيل للمعارف…
فالعلم والفن صنوان في تجربة الجمهورية الإسلامية, ولنا في التجربة المتألقة للجمهورية الإسلامية أسوة حسنة.
والعلم والفنون والشعر تحديداً سبيل للاقتدار وللاستقلال عن إرادة المستكبرين في العالم ولقد نجحت الجمهورية في أن تفرض هيبتها واقتدارها على أعتى قوى الطغيان في العالم أمريكا وبريطانيا, وكانت الفنون مغذية للمشاعر وشاحنة للعزيمة نحو العزة والنصر وشعراؤنا المقاومون في لبنان قد قالوا كلامهم في المقاومة وأبلوا البلاء الحسن وألهبوا المشاعر, وهذه نقطة ضوء تسجل لهم,
ختاماً, كل التهنئة للعزيز د. غسان التويني مبارك لكم انجازكم وأشكر للجميع حسن استماعكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته