بحث مقدّم إلى اللجنة المنظمة لمؤتمر الأدب المقاوم
الزمان ودلالاته على الهم والوجع الفلسطيني
في رواية «عواء ذاكرة» للروائية «رجاء بكرية»
إعداد : فاطمة محسن القرصيفي
أيّار 2014 / بيروت
الزمان ودلالاته على الهم والوجع الفلسطينيّين
في رواية «عواء ذاكرة» للروائية رجاء بكرية
الزمن ، هذا الذي نخشاه ، هذا الكامن خلف الوعي واللاوعي ، خلف الذاكرة ، خلف الفرح والحزن والمفاجآت والبديهيات .
لم لا نختصر التعداد ، لم لا نلحظ أنه كامن خلف الموت والحياة ؟ فهل يمكن ألاّ يحتلّ الأهمية الكبرى ؟
كمونه خلف ذلك كلّه ناجم عن كونه الدليل مرّة والقياس أخرى . فنحن نستدلّ على وجود وعينا أو غيابه ، وعلى وجود ذاكرتنا من خلال إحساسنا بالزمن .
وهو مقياس تتراوح على درجاته ارتفاعاً وهبوطاً مشاعر مثل الحزن والفرح والرضى والغضب …
وإذا كنّا نستطيع الهرب من المكان ، فإنّ الزمن يلاحقنا دائماً كظلّنا تماماً . ونحن نخشاه لأنه قويٌّ جبّار ، إن استطعت هدم المكان ، فهل تستطيع هدم الزمان ؟
هذه التجلّيات وغيرها للزمن تجد لها متنفّساً عبر الأعمال الروائية الإبداعية خصوصاً الرواية ، هذا العملاق من ورق وكَلِمٍ يحاول مجاراة الزمن ؛ فيقوم بألعاب خفّة لينسلّ منه أو ليسابقه ، يستعين بالخيال ليستدعي أزمنة ولّت ، لينادي أزمنة قادمة ليهرب من لحظات رديئة مقيمة أو ليطيل لحظات جميلة ستنتهي .
لهذا السبب تمتد لحظة لتشمل ساحات كبيرة من الوقت أو تنحسر سنوات لتصبح عابرة ، فنقول بكلمة ما يحتاج صفحات أونفرد سطوراً لقول ما يختصره سطر . وقد نحبّ لحظة في الزمن مرّت بنا فنعاود تذكّرها مراراً ، وقد يحدث مراراً ما لا نذكره سوى مرّة .
وهكذا يتشكّل ما أطلق عليه مصطلح التقنيات السردية .
سواء أكانت علاقات ترتيب ،
أو علاقات ديمومة ،
أو علاقات تواتر ؟
و”الزمن كامن في وعي كل إنسان“( ) ، والشخصية الروائية هي إنسان فكيف كان وعي شخصيات «عواء ذاكرة» ؟ وبأي مفهوم وعته هذه الرواية ؟
”إن للرواية زمنين : أولهما زمن المادّة الروائية ، أو زمن الوقائع وتتتابع فيه الأحداث في سياق زمنيّ موضوعي خطّي : أ – ب – ج – د، وثانيهما زمن الرواية ، أو زمن السرد، وتنتظم فيه الوقائع في سياق زمني ذاتي، روائي قد يكون أ- ج- د- ب وهذا الإنتظام الخاص يسميه النقّاد حبكة“( ) .
بعد هذا التمهيد التنظيري لمفهوم الزمن ، من المفيد أن تتم دراسة الزمن ودلالاته في «عواء ذاكرة» استناداً إلى دراسات (Genette)، في كتابه «صور 3» ، وذلك وفاق ثلاث قضايا أساسية ، تمكّن دراستها من الإحاطة بالتقنيات الزمنية التي تتواجد داخل البنية الروائية . وهذه القضايا هي :
أولاً : علاقات الترتيب .
ثانياً : علاقات الديمومة .
ثالثاً : علاقات التواتر .
سأتناول في بحثي من بناء الزمان علاقات الترتيب في تقنيتين اثنتين أحاول من خلالهما قراءة الهم والوجع الفلسطيني . والتقنيتان هما تقنيتا الإسترجاع والإستباق . في رواية «عواء ذاكرة» للروائية رجاء بكرية وهي من روائي الداخل من الناصرة في الجليل .
علاقات الترتيب في «عواء ذاكرة»
تعني هذه العلاقات التقنيات السردية التي على أساسها يتشكل الزمن الروائي الذي يغاير زمن الأحداث ، بانزياحه ضمن السرد . وهذه التقنيات هي :
1. تقنية الاسترجاع
هي استعادة ما سبق أن حدث في الماضي . ”وهو إما خارجي عندما يفيد استعادة ما حدث قبل بدء زمن الرواية ، وإما داخلي يفيد استعادة ما حدث بعد بدء الزمن الروائي وقبل بدء الحدث الذي يؤدى“( ) .
وللاسترجاع غير وظيفة ، منها أنه يقوم بملء الفجوات التي يخلفها السرد وراءه ، ويساعد على فهم مسار الأحداث . ومنها أنه يكون ”لإعادة بعض الأحداث السابقة لتفسيرها تفسيراً جديداً في ضوء المواقف المتغيرة ، أو لإضفاء معنى جديد عليها مثل الذكريات ؛ لأن الحاضر يضفي عليها ألواناً جديدة وأبعاداً متغايرة“( ).ومن وظائفه أيضاً ، أنه ”يطلعنا على حاضر شخصيةٍ اختفت عن مسرح الأحداث ، ثم عادت للظهور من جديد“( ) . وقد يلجأ الكاتب إلى استثمار غير وظيفة من هذه الوظائف في الرواية .
2. تقنية الاستباق
يمكن أن تتنافى هذه التقنية مع عنصر التشويق التي كانت رائجة عند الكتّاب التقليديين . وقد تكون تخطيطاً من قبل الشخصية ، لما سوف يفعله في المستقبل . وتعد هذه التقنية ، في الأصل ، ”مخالفة لزمن السرد ، تقوم على تجاوز حاضر الكتابة ، وذكر حدث لم يحن وقته بعد“( ) . ويمكن الوقوف على أنواع متعددة من تقنية الاسترجاع ، منها التام ، والجزئي ، والخارجي ، والداخلي ، وكذلك المختلط ، وهذه كلها تُستخدم بالشكل الذي يخدم غرض الكاتب .
1. تقنية الاسترجاع ودلالاتها على الهم والوجع الفلسطيني
إن العودة إلى الماضي من خلال الذاكرة أمر طبيعي عند الإنسان . فهو يخفف من أعباء المرحلة الحاضرة بهذه العودة . وكذلك تنبعث الذكريات إذا ما اصطدم بواقعه الحاضر ، بشكل يخالف صورة الماضي التي ترتسم أمام عينيه . إن هذا الانبعاث قد يجعل الشخصية في مواجهة مع وضعها الحالي ؛ لأنها ربما تجد نفسها من خلال تلك الذكريات . ”هذا الهروب إلى الماضي يمثِّل استمرارية الذات عن طريق استدعاء الذكريات“( ) .
استعادت ”رجاء بكرية“ بعض مواقف الماضي وصوره على صفحات «عواء ذاكرة» . هذه الاستدعاءات قد تمتد أحياناً ، لتغطي صفحات بأكملها .
تقول الشخصية الرئيسة في إحدى الاسترجاعات الداخلية ، عندما كانت تجري هاربة من وجه جنود الاحتلال : ”كل ما عندي منتقى حتى حذائي انتقته أمي من البالة بعشرة شواقل لا تنقص أغورة واحدة ، قالت بفرح حين عادت به إليَّ“ ”أعرف كم تحبين الأشكال الغريبة .. أترين كم يشبه الشختورة ؟“ . أجل يا أمي أحب الأشياء الغريبة لكن ليس شختورة من البالة ، ضحكت أمي بطيبة قلب ”من سيعرف أنه من البالة .. قولي إن أخاك الذي يدرس في عمان أرسله لك“( ) .
عادت الذاكرة بالشخصية الرئيسة إلى الوراء ، تسترجع جوانب من حياة الفقر والحاجة اللذين لوَّنا حياة فلسطينيي الداخل بالمعاناة القاسية . إن فرح الأم بعودتها إلى ابنتها بحذاء قديم مستعمل يكشف عن مدى الفقر الذي تعانيه الأسرة ، وهي واحدة من آلاف الأسر التي أرهقتها ضروب التمييز العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي .
نجد الشخصية الرئيسة تلجأ إلى استرجاع داخلي آخر ، قد يكون محفِّزاً لها على متابعة هروبها . تقول : ”.. وأمضي أنا إلى فادي الأسمر كي تخطط لنشاط اليوم التالي . نوزع ترتيب الحجارة ونقسم الأدوار ، وننسق برامجنا الثقافية والأدبية الأخرى . بنات الحارة كن يحسدنني على الاحتكاك بشباب المخيم وخصوصاً فادي الأسمر فقد كان محط أنظار الجميع لوسامته .. أنظر إليهن بغضب ”ألا تستحين .. نحن نشتغل ، إلى متى ستبقين على قصوركن هذا .. أفقنَ لحالنا السوداء“( ) .
يتضمن هذا الاسترجاع إشارة واضحة للوجع الفلسطيني بسبب من القهر والظلم الإسرائيليين . فالبنات غير عابئات بواقعهن الذي الذي وصفته الشخصية الرئيسة بالسواد، نظراً لسوئه من جوانبه كلها ، وهي تحرك فيهن مشاعر النهوض والتصدي . وقبل ذلك كانت قد أوضحت نوعية العلاقة التي تربطها بفادي الأسمر . وإن حملت هذه العلاقة به قائمة على العمل والتعاون للرد على القمع الإسرائيلي بغير طريقة . هذا الرد بحد ذاته ، ما هو إلاّ دليل على نفاذ صبر الفلسطينيين للمعاملة غير الإنسانية التي يعاملون بها . ثم إن التعاون بين الشباب والصبايا يوحي بدلالة اجتماعية ، نظراً لكون الفتيات قد حظين بمقدار من الحرية، يسمح لهن بالممارسة العملية لمهام خطيرة وشاقة.
نجد دلالة نفسية في الاسترجاع المذكور ، فالشخصية الرئيسة تحاول أن تستمد قوتها وتحفزها ؛ للمضي قدماً في رحلة العودة . ولعل الإشارة إلى المهمات النضالية التي كانت تقوم بها هي المحفز لاستئناف تلك الرحلة .
ونلحظ أيضاً ، أن الاسترجاع هنا قد تضمن دلالة وطنية ، من خلال التحريض الذي تدعو له الشخصية الرئيسة . فالاتهام بالقصور والعجز ، والدعوة إلى الاستيقاظ هما استنهاض مباشر وصريح للبدء بالتحرك .
تقول الشخصية الرئيسة عن الصغيرة مروة في استرجاع خارجي :
”لعلها تتذكر والدها فكثيراً ما شاركها ألعابها الثلجية قبل انضمامه إلى قافلة الشهداء. أمام مدخل السوق قرب الدكان التي قصدها حين تذكر أحجار الزهر التي أوصته مروة بإحضارها للدومينو كي تتقن لعبة «عسكر وحرامية» نشبت مشادة عابرة بين جندي وشاب استفزه وجود الجندي اللامبرر له هناك ما لبثت أن استحالت إلى مواجهة حقيقية لعلع في أعقابها الرصاص فأسقط فيمن أسقط الوالد ، وحين أراحه الشبان في ساحة البيت كانت مروة أول من رآه“( ) .
يتضمن هذا الاسترجاع جملة من الدلالات المقصودة . ففيه دلالة اجتماعية ، أوحت بها الإشارة إلى المواجهة الحقيقية بين الفلسطينيين المحتشدين في السوق ، وبين الجندي الإسرائيلي الذي أطلق النار ، ليقتل والد مروة . لقد تجمع هؤلاء الفلسطينيون للدفاع عن الشاب الأعزل الذي تعرض للاعتداء والاستفزاز ، من قبل الجندي الإسرائيلي المتغطرس .
وعندما تتحدث الشخصية الرئيسة عن والد مروة الذي كان يشارك ابنته ألعابها الثلجية ، وتوجه إلى السوق لإحضار أحجار الزهر لابنته ، تشير إلى حنان الأب ، وعطفه على صغيرته ، وتلبية ما أمكن من طلباتها . ولعل إطلاق الرصاص والقتل تعبير عن الحقد والكراهية اللذين يكنهما الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين ، يقدمان دلالة وطنية تقوم على استنهاض الفلسطينيين ؛ للدفاع عن أنفسهم ومصالحهم ، وذلك بالكشف عن الجرائم التي تُرتكب بحقهم ، مهما تكن الأسباب تافهة بسيطة .
تسترجع الشخصية الرئيسة قصة الحقيبة التي سببت لها حرجاً شديداً ، فتقول : ”حقيبتي السوداء تحتفظ بذكرى رائعة لها، حيث أنني في واحدة من صدف تواجدي فيها ، تركتها للحظات شغلتني بالسلام الحار على صديقة قديمة لمحتها صدفة تنتظر الباص ، ولم أبتعد كثيراً . وما هي سوى لحظات حتى هاجت المحطة وماجت بركابها ومركباتها وترددت فوق الجدران أصداء رعب ”حيفتص حشود“ .. كيف ولا تحوي غير أسمال ملابسي وبضعة كتب استعرتها من المكتبة المركزية ؟. أجلوا الركاب بسرعة منشئين طوقاً حول العبوة الناسفة التي اسمها حقيبتي . وانطلقت مكبرات الصوت .. لتقنع الجميع بمدى أهميتها“( ) .
تنضح هذه السطور المقتبسة بالوجع الفلسطيني ، من جراء المعاملة المهينة التي يُعامل بها عرب فلسطين . إذ ليس من المنطقي أن نسيان حقيبة لفتاة ، في محطة للركاب ، يستدعي الطوق الأمني المضروب، والنداء التحذيري عبر مكبرات الصوت، وإجراء الاتصالات السريعة ، على أعلى المستويات الأمنية وغيرها من الإجراءات . أما وأن المحطة مكان اختلاط بين العرب واليهود ، فإن اتهام العرب بمحاولة الاعتداء يصدر بأقصى سرعة . ونعرف ما يستتبع ذلك من تحقيق وإذلال وتضييق يلخص معاناة الفلسطينيين المتهمين دائماً بالتخريب والإرهاب .
بناء على ما تقدم ، يمكن القول إن الاسترجاع ، داخلياً كان أم خارجياً ، قد أدى دوراً في الدلالة على الهم الفلسطيني الممتد لسنين طويلة .
2. تقنية الاستباق ودلالتها على الهم والوجع الفلسطينيين
إن هذه التقنية شائعة الاستخدام في الرواية الحديثة ؛ إلاّ أنها تتنافى مع فكرة التشويق التي تشغل فكر كاتب الرواية باستمرار . وهي تتنسم أحداثاً لم تقع بعد ، أي هي أحداث غير يقينية ، ”وتنضوي في سياق الإيقاعية التي تفرضها استراتيجية القصة“( ) . ومن المعروف أن الراوي قد يفاجأ ، مع القارئ ، بالتطورات غير المنتظرة ، ولهذا السبب نجد أن الاستباق أو الاستشراف كما يسمى ، قليل الوجود في العمل الروائي .
تستخدم الكاتبة تقنية الاستباق فتقول : ”منذ قذفني المخيم لليل المواء فقدت انتمائي للزمان والمكان ودخلت غمامة التائهين الباحثين في صخر المجهول عن الأبنوسة التي لن يعثروا عليها مهما امتد بهم البحث لأنهم حتى الآن لم يحددوا دوافع بحثهم ، ولم يقدِّروا النتائج التي ستتمخض عن نجاحهم الباهر أو فشلهم الذريع“( ) .
تستبق الكاتبة الزمن الواقعي هنا ، لتصل إلى الحلم الكبير الذي يراود مخيلتها باستمرار . إلاّ أن هذا الحلم يبقى عائماً ، لا يجد الأرضية الصلبة التي يترسخ فيها . ولعل الزمان والمكان اللذين فقدتهما الشخصية الرئيسة هما زمان ومكان الحلم الذي نتحدث عنه . وتقرر بأسى عدم إمكانية الوصول (إلى الأبنوسة) لغياب الرؤية الواضحة . والتائهون هم أبناء الشعب الفلسطيني الذين يكافحون بصبر وجلد ، من دون الوصول إلى الغاية النبيلة التي يريدونها .
تقول الشخصية الرئيسة في مكان آخر من الرواية : ”أحبو أماماً وأتجمد مكاني ، ينعب البوم بين ضلوعي وأرتجف بعنف . سيهب الشارع من غفوته ويفتضح أمري ، وقد تدركني مائية خليل المقيتة . بأسناني سأنتزعها ابنة الكلب الحرية وأغسل عنها دنس المساحيق ولن يدركني سوى قدماي“( ) .
نجد التشاؤم والألم مسيطرين على مشاعر الشخصية في هذه السطور ، فقد أخذ التعب والخوف منها كل مأخذ . وهي مع ذلك ما تزال مصرة على بلوغ هدفها . تستحضر استيقاظ الناس وسيرهم في الشارع ؛ لتشحذ إرادتها وتواصل المسيرة التي بدأتها من أجل حريتها ، وذلك قبل حلول النهار ؛ لأن انكشاف أمرها سيؤدي بها إلى السجن وما نعت الحرية بـ(ابنة الكلب) إلاّ لأن ثمنها باهظ جداً ، دفعت بعضه من عرقها وتعبها ورعبها ، ولا يزال أمامها المزيد .
هذا الاستباق يكشف عن الوجع الذي ملأ قلب الشخصية الرئيسة ، وكذلك عن وجع الفلسطينيين ؛ لأنها ذاقت مرارة السجن ، كما ذاقه المناضلون من رفقائها . وفي الوقت ذاته ، يوحي بالعزم والمثابرة على تخطي المصاعب ، للوصول إلى الهدف الكبير الذي نذرت حياتها كلها من أجل تحقيقه .
كلمة أخيرة
يتبيّن لنا من خلال قراءتنا هذه أن الزمن الفلسطيني زمن غير صحّي يعيشه الفلسطيني متألماً مظلوماً .
ذلك أن همّ الفلسطيني همٌّ فريد والشعب الفلسطيني يكاد يكون الشعب الوحيد من بين شعوب العالم الذي طُرد من دياره . وكذلك وجعه هو وجه فريد ، لقمته مغمّسة بالشّقاء والبؤس ، ودواؤه مجبول بالاستعطاء والوقوف أمام مكاتب الأنروا .
ولقد آن الآوان لنغيّر من طبيعة هذا الزمان لنجعله زماناً سويّاً قائماً على العدل واسترجاع الحقوق .